١٠/١٦/١٤٢٧

حتى لا نصل لمرحلة الندم

نصيحة
حتى لا نصل لمرحلة الندم
منذ الصبا وأنا تراودنى الرغبة فى حفظ القرآن الكريم ، وعلى الرغم مما أنعم الله به على - فى ذلك الوقت - من قدرة على الحفظ السريع حتى كنت فى حصة الدين ومثلها فى حصة المحفوظات أقدر على ترديد ما هو مقرر علينا فى هذه الحصة أو تلك وقد حفظته عن ظهر قلب دون كثير عناء قبل انتهاء الحصة ... أقول أننى لم أستفد بتلك المقدرة فى تحقيق بغيتى وكنت دائما أرجئ مشروع الحفظ إلى العطلة الصيفية ، حيث تأتى العطلة وفيها ما فيها من رغبات الصبا والشباب وحب اللهو واللعب اللذان يجهزان على معظم الوقت إن لم يكن كله فيما لا ينفع..وحصلت بعد التخرج على شرائط القرآن الكريم للشيخ الحصرى ، وهى نسخة تختلف فى أسلوبها عن تلك المتداولة الآن ، وكنت أجد متعة ما بعدها متعة فى سماع ترتيل الحصرى حتى كنت أعيد السماع مرة ومرات وفى كل مرة كنت أجد لذة تختلف عن سابقتها ، إلى درجة أنى مع كثرة السماع وجدتنى أحفظ بعض السور الطوال مثل سورة الأعراف والأقصر منها مثل سورة الحديد دون أن أبذل جهدا فى محاولة الحفظ ، ومع ذلك بقى مشروع حفظ القرآن - بتوالى الزمن و مع وجود آفة التأجيل - مجرد حلم لم يقدر له الارتقاء لمرحلة التحقق. الآن ... وقد بلغ بى العمر مرحلة يمكننى فيها القول أن ما هو آت من العمر لا ولن يساوى ما قد فات ، وعندما أنظر إلى الكثير من الوقت الذى وهبنى الله إياه وكيف كنت أنفق الكثير منه - فى سخاء أُحسد عليه - فيما لا طائل من ورائه وفيما تنأى فائدته كثيرا عن فائدة كتاب الله الحكيم ،أستشرف تلك المحاولات لحفظ كتاب الله بقدر من الإشفاق والحنين ، و ربما أقول الندم؛ لأنى لم أبذل القدر الكاف من الجهد ولم أستحضر كل ما حبانى الله به من من عزيمة لإنفاذ هذا العمل الذى يعرف القاصى والدانى مزاياه التى لا تعد ولا تحصى...أقول - ببساطة - أننى كنت أتمنى لو حبانى الله ، وأنا بعد فى شبابى المبكر وما تلاه من أيام ، بأخوة فى الله يحبوا الخير لى ، قد أنعم الله عليهم بحماس لا يفتر وبالكثير من الأفكار الألمعية ؛ فيعرضوا على ما عرضوا هنا من فكر يعيننى على تحقيق ما قد أصبح - بمرور الزمن - حلما لم أستطع بعد تحقيقه ....أنصح - والدين النصيحة - كل من أتيح له قراءة كلماتى تلك أن يغتنم تلك الفرصة التى أستطيع القول بملء فمى أنها ثمينة ، وأنها قد لا تواتيه ثانية ، حيث أرى أن معظم المنتسبين لهذا المنتدى من الشباب اليانع والذين تفوق قدرتهم على الحفظ قدرة أمثالى مرات ومرات ومرات ، وليس هناك - مع ذلك - من هو ضامن لامتداد عمره ، رغم حداثة السن!!ختاما ... أذكر - والذكرى تنفع المؤمنين - بالدعوة التى سأل عبد الله بن عباس رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو له بها ، فقال صلوات الله وسلامه عليه: اللهم فقهه فى الدين ، ولم يدع له بالغنى والثراء وكثرة الأولاد ، فكان أن أصبح حبر الأمة غير منازع !!أسأل الله لى ولكم العفو والعافية..وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

هذه المقالة لاخ كبير لنا و في مقام والدٌ لنا , آثر الا ان ينصح بها أبناءه و أخوته لعلهم لا يصلوا ليوم و يشعرون بالندم

أسرة إدارة الحملة تتقدم لاستاذنا المهندس أحمد محي الدين بخالص الشكر على هذه النصيحة راجين من الله ان لا يأتي اليوم و نندم

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

جزاك الله خيـراً يا استاذ احمد